الحب بين الزوجين أقل خيالية وأكثر عمقًا



رئيسية :عام :الأربعاء 4ذي الحجة 1426هـ – 4 يناير 2006م



هي: خلقت منك ولك.
هو: أنت مني وحبك بدمي.
هي: أحتاج إليك.
هو: إذن فلم الصراع؟
هي: لأنك تجهل مدى هذا الاحتياج.

هو: بلى فأنا أيضًا لا غنى لي عنكِ.

هي: احتياج المرأة مختلف.
هو: إذن وضحي لي فلعلنا نتفق.
هي: حبيبي الإحساس وحده لا يكفي بل لا بد من التعبير والتغيير والتفعيل.
هو: التعبير معلوم، والتغيير مفهوم ولكن أي تفعيل؟
هي: تفعيل الحياة أي الحفاظ على أحاسيسنا الجميلة واستثمارها في جعل الحياة أكثر فاعلية وعطاءً وقيمة.

هو: أحبك.
هي: أحبك .. وهذا هو التعبير فما أجمله.

هو: إذن فلنتناول العشاء اليوم في أحد المطاعم الهادئة في نسمات الليل.
هي: ولنحتسي الشاي على ضوء القمر والنجوم من شرفة حجرتنا ثم نصلي القيام معًا وذلك هو التغيير فما أروعه.

هي: فلنجعل من حبنا نبعًا للسعادة وعطاء ورضا .. فالحب أجمل زهرة في بستان الزوجين فلنراعه ونرويه حتى لا يذبل ويموت، فنظن أنفسنا أحياء ونحن في الحقيقة أموات بدون هذا الحب.



الزواج كالشتلة يحتاج لرعاية مستمرة:

إن الحب الكامل بين رجل وامرأة لا يمكن تصوره إلا بعد الزواج حيث تتاح الفرصة للمنافع المتبادلة وترجمة الإخلاص والوفاء والتفاني في خدمة الغير إلى واقع فعلي.

والزواج السعيد ليس وليد الحظ والصدفة بل هو كالشتلة التي تغرس في الأرض ثم تنمو وتكبر، وهي في كل مراحلها تحتاج إلى رعاية وعناية باستمرار أو قل هو بناء معماري يحتاج إلى تخطيط وتصميم وبناء ثم صيانة، وإن الفشل والنجاح لا يتوقعان على شريك دون الآخر بل لكلٍ تأثيره السلبي أو الإيجابي.



أقل خيالية .. وأكثر عمقًا:

إن حب الزواج أقل خيالية وأكثر عمقًا في واقع الحياة، إن الحب الكبير مع كبر الزوجين ومع مواجهتهما لمشكلات الحياة وتحدياتها، ومع اشتراكهما معًا في التغير والتكيف مع علاقتهما المتغيرة باستمرار.

هناك من الأزواج من قد يعاني من الصعوبات حتى يصلا إلى الاعتقاد أن الحب قد اختفى وزال تمامًا، إلا أنهما لا يدركان أن سبب شعورهما هذا هو المرحلة التي هما فيها.

ونحن لا ننكر أن حرارة الحياة وجديتها ورتابة الحياة الزوجية، وطول الإلف والعشرة تؤثر على العلاقة بين الزوجين والتعبير عن الحب بينهما، ولكن يمكن للأزواج من خلال مواجهة التحديات والاختلافات بوعي ورعاية، ومن خلال تطبيق مهارات الكلام والاستماع أن يبدآ برحلة شيقة وبناء نوع جديد من العلاقة العاطفية.



إنها أيضًا تضحية:

إن العلاقة الزوجية ليست فقط مشاعر الحب والعاطفة ولكنها أيضًا الاستعداد للتضحية أو التصرف لمصلحة الطرف الآخر على حساب المصلحة الشخصية.

وعند ذلك تتحول كلمات الحب بين الزوجين إلى سلوك فعلي وعلاقات دائمة وتضحيات تنعكس على كل أفراد الأسرة بالسعادة والوئام.

وعلينا أن نعرف أنه قد تكون هناك أعمال كثيرة لا أحبها إلا أن علي أن أقوم بها كأن لا يرغب الإنسان أحيانًا في زيارة الآخرين، أو الذهاب إلى العمل، أو إعداد الطعام والطبخ، إلا أن العلاقة الزوجية لا تنجح إذا لم يكن الإنسان مستعدًا للقيام بأعمال قد تتعارض مع مشاعره أو رغباته أحيانًا.

وهنا علينا أن يميز بين أمرين هما:

مشاعر الحب.

وأعمال الحب.

فالمشاعر هامة وأساسية إلا أن أعمال الحب من التضحية والبذل للآخر من شأنها أن تحافظ على العلاقة الزوجية السعيدة والدافئة. وأعمال الحب هي تلك الأعمال الإضافية التطوعية التي تنم عن المحبة الكبيرة والتقدير العظيم للطرف الآخر، وهذا ما فصلناه في مقال كيف تعبران عن حبكما ؟



عزيزي القارئ:

عندما تمتلئ قلوبنا بالحب، وعندما نتقاسم هذا الحب فإننا نصبح أكثر رأفة وملاطفة ومثابرة، وتنمو رؤيتنا ونكتسب مزيدًا من الرضا. وعندما نكتشف أساليب جديدة لنتقاسم هذا الحب يحدث تحول سحري تقريبًا في حياتنا فنصبح أكثر اهتمامًا بالآخرين وخاصة الشريك الآخر وأكثر اجتماعية وحكمة، ويبدو الأمر كقانون طبيعي تقريبًا فكلما اكتشفنا أساليب جديدة للتعبير عن الحب والمشاركة نجد أنفسنا وقد أحاطتنا مشاعر الحب، تعبير عن الحب + مشاركة = مزيدًا من مشاعر الحب





عزيزي القارئ املأ حياتك بمشاعر الحب وفرص التعبير عن الحب مهما كانت ظروفك وأولوياتك. منقول