اعتبر البعض أن الراديو الذي لم يكتف بمزاحمة التليفزيون على الأقمار الصناعية وإنما دخل في مواجهه معه على شبكة الانترنت، مازال متفوقا فيها على محطات التليفزيون ذات العدد المحدود جدا حيث ساعد توافر نظام Adsl على انتشار المحطات الإذاعية مشيرين إلى أن نظام Adsl يوفر مكالمات لمستخدم الانترنت بالإضافة إلى عدم إشغال التليفون وذلك مقابل 150 جنيها في مصر مستخدما سرعة 256 و250 جنيها للحصول على سرعة 512، وهى سرعة لا بأس بها إلا أن هناك سرعات أكبر ولكن مبالغها أعلى وتحصل عليها الشركات ويبتعد عنها الأفراد.

وأوضحوا أن الراديو قام بدور على الـ F.m ملبياً احتياجات فئات وقطاعات علي امتداد المدن محاولاً رسم طالعه عبر شبكة الإنترنت في تجارب دؤوبة، فهو يحاول حالياً استخدم التكنولوجيا الحديثة (الانترنت) لتوصيل رسالته على امتداد الدول خصوصاً مع انعدام الرقابة التي مازالت تكبل الإعلام التقليدي في بعض المجتمعات.

ومع بداية الألفية الحالية أنشئت العديد من الإذاعات الموجهة حيث كانت إسرائيل من أوائل الدول التي قامت بإنشاء العديد من المحطات علي شبكة الإنترنت، وفى نفس الوقت قام بعض الشباب العربي بمحاولات لإنشاء محطات إذاعية تبث علي شبكة الإنترنت لمواجهة الفيضان الإذاعي القادم من الخارج بأفكاره واتجاهاته، وخلال فترة قصيرة استطاعت الدول العربية بث محطات إذاعية على الشبكة لتتمتع بحرية كاملة وبلا حدود، ولكنها جاءت ملتزمة ولم تخرق قانوناً أو تخرج عن العادات والتقاليد العربية فحازت بنسبة عالية من المستمعين.

وهناك عدد كبير جداً من إذاعات الانترنت تزدحم بها شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) ومن مختلف جنسيات العالم ومنها إذاعة (ياهوو) وتبث الأخبار والموسيقي علي مدار 24 ساعة وبمختلف اللغات ومنها العربية، وإذاعة (سما) التي تبث من خلال الموقع التابع لجماعة (الإخوان المسلمين)

وإذاعة (القرآن الكريم) وتبث مباشرة من (الإمارات) وتقدم طوال اليوم قراءة للقرآن الكريم بجانب البرامج الدينية، وإذاعة (الغد) وهي محطة تابعة لحزب (الغد المصري) وتقدم عرضا كاملا لمجريات الأمور خاصة في مصر بجانب البرامج السياسية، وإذاعة (راديو مصر اليوم) التي تبث أحوال الشارع المصري ويومياته وهي بمثابة إذاعة موجهة إلي العرب المغتربين، وإذاعة (كازابلانكا) في (المغرب) وهى متنوعة وغنائية، وغيرهم.

ويقول رئيس تحرير راديو مصر اليوم أحمد الأشقر إن خدمة إذاعات الإنترنت تمتلك حرية لا نهائية ولا توجد أي قيود بها ولكن نحاول بث ما يمليه عليه ضميرنا ولم نسمح لأي أحد أن يقول إننا نستغل حريتنا بشكل خاطئ أو جارح.

ويضيف رئيس تحرير راديو مصر اليوم الذي بدأ بثه عن طريق الانترنت منذ أيام أن الحرص في تقديم المادة لابد أن يكون أكثر من أي بث آخر وذلك لأن المحطة يستمع إليها العالم أجمع والغرض الأساسي من إنشاء محطة هو بث حقيقي وواقعي لأهم الأحداث والمجريات لكل العالم وخاصة للجاليات العربية التي تعيش بالخارج.

ويتوقع رئيس (راديو مصر اليوم) طارق عبدالجابر غزو إذاعات الإنترنت وتغلبها على محطات الراديو العادي خلال وقت قياسي جدا.

ويروي عبد الجابر تفاصيل تجربة إنشاء هذه المحطة بقوله "كنا نود إنشاء إذاعة تنقل واقع (اليوم المصري) بكل تفاصيله وكان الفكر أولا متجها إلي الراديو العادي ولصعوبة الإجراءات لإنشاء محطة بدأنا في التفكير في إنشائها علي شبكة الإنترنت واتضح لنا أن هناك ميزة أغفلناها وهي أن إذاعة الانترنت سوف تصل إلي العالم بأكمله وخاصة إلي الجاليات العربية في الخارج لذا أصبحت معظم مجهودنا متجهة إلى تغطية أكبر كم من الأخبار التي تهمهم وهم في الخارج، ونتلقى أكثر من 300 رسالة يوميا من المستمعين ومعظمها من الجاليات العربية بالخارج، مشيرا إلى أن إذاعات الانترنت هي خطوة على طريق الابتكار والتصنيع للشباب العربي.

وأكد طارق أن موارد المحطة الإذاعية تعتمد حتى الآن علي دخل ذاتي وسيتم في المرحلة المقبلة الاعتماد على الإعلانات التي ستبث على الموقع.

وتقول المشرفة البرامجية على محطة (الغد) التي تبث عن طريق الإنترنت ملك إسماعيل "إن المحطة استطاعت في وقت قصير جدا استقطاب عدد كبير جدا من المستمعين وخاصة الذين يقضون وقتهم علي شبكة الإنترنت.

وأضافت ملك إسماعيل التي كانت تقدم البرنامج الشهير (على الطريق) وكان عبارة عن تحقيق تليفزيوني مصور تم إيقافه لأن المسؤولين رأوا أنه يركز على الجوانب السلبية، مشيرة إلى أن حزب (الغد) استطاع توصيل كلمته بشكل يتسم بكامل الحرية والسرعة إلى المستمعين وأن إيقاع المحطة يتميز بالسرعة وأنهم رفعوا شعار (ما قل ودل) لأن المستمع في هذا الوقت أصبح سريع الملل ونحاول من خلال هذه المحطة تقديم برامج متنوعة لتناسب كل المستمعين بمختلف الميول.

وفيما يتعلق بالمذيعين رحبت ملك إسماعيل بكل شخص يمتلك فكرة برنامج مميز مؤكدة أنهم يهيئون له كل الظروف التي تجعله يستطيع تقديم هذا البرنامج فالأساس هو الموهبة وليس الخبرة أو الشهادة.

وعن مستقبل راديو الإنترنت أكدت ملك إسماعيل أن الانترنت سيكون الوسيلة الإعلامية الأولي خلال السنوات المقبلة وذلك لسهولة الحصول علي الخدمة ومجانيتها وتنوع المواد المعروضة علي الشبكة.