الاسم الكامل : سترينغ يانتييه السابعة ، وهو الاسم الكامل الدالّ على النسب الأصيل .
العمر : 17 عاماً ( 1963 - 1980 م ) .
أمضت المذكورة أعلاه يوماً هادئاً تحت سقف حظيرة القش ، تمضغ العلف وترشف الماء وتتجشّأ ، بينما تسلّلَتْ أشعة الشمس لتشكّل عمود غبار .
في المساء حان وقت الحلب ، فوقفَتْ بهدوء وثقة بينما أثبت الحلاب أكواب آلة الحلب على ضرعها ، و انصرف إلى بقراته يعنى بها ، إلا أن عينيه تراقبان وعاء يانتييه وهو يمتلئ .
ذلك أن هذه البقرة كانت نجمة متألقة حقّاً ؛ فقد تدفق من ضرعها المدرار أكثر من نصف مليون كوب من الحليب طوال حياتها ، فغدت بين نخبة الأبقار التي تجاوز إنتاجها المئة طن .
ويقول أ. نوبي ؛ مدير مؤسسة ( كتاب قطعان الهولشتاين الهولندية ) : إن أفضل الأبقار في العالم هي الهولندية ، وإن أفضل الأبقار الهولندية هي أبقار مقاطعة فريزلاند في الشمال .
وهذه السلالة هي المعروفة عالميّاً باسم " الفريزيان " ، وتعرف في أمريكا الشمالية وبعض البلدان العربية باسم " الهولشتاين " ، وهي من أكثر الأبقار الحلوب شيوعاً في العالم فضلاً عن كونها الأفضل ، فهي تغطي إنتاج 80 % من الحليب في أمريكا ، و حوالي 65 % في هولندا ، و النصف في ألمانيا ، والثلث في فرنسا ، و 90 % في بريطانيا ، وتعطي كذلك ثلاثة أرباع اللحم الطازج هناك ، ودائماً تتميز بالبقع السوداء والبيضاء التي بعضها يشبه خارطة إفريقيا !
و على مدى ستين عاماً تم تصدير كميات كبيرة منها إلى كافة أنحاء العالم ، وأثبتت قدرتها على التأقلم حتى في درجات الحرارة العالية التي تبلغ 56 درجة ، وتفوقت على الدانمركية ، وتم بيعها إلى أكثر من 30 بلداً .
و لا تقتصر عظمتها على الحليب الوافر فحسب ؛ بل تتعداه إلى النوعية الجيدة للحمها ، لذلك يباع العجل ابن يومين منها بحوالي 250 دولاراً لتسمينه .
و يتغذى العجل الوليد بحليب أمه حوالي ستة أشهر ، وبعد أن يتم إبعاده عن أمه فإنها تستمر في إعطاء الحليب لمدة عشرة أشهر تقريباً ، أي إلى أن يحين موعد ولادة عجل جديد .
وهذه واحدة أخرى اسمها : وينتون بيل إيفا الثانية ، وهي أيضاً من فصيلة الفريزيان ذاتها ، وقد ضرب إنتاجها رقماً قياسيّاً خياليّاً ؛ هو 164 طناً؛ فإنتاجها اليومي يبلغ 37 لتراً من الحليب !
أما تميزها من حيث وفرة اللحم فإن " الفريزيان " الأصيلة تتميز بكمية أكبر من اللحم وكمية أقل من العظام نسبيّاً .
وقد أصبحت الآن كثير من دول العالم أرضاً تتدفق بالحليب ، لكونها تحوي أنواعاً ممتازة مثل ( يانتييه ) و ( وينتون بيل إيفا الثانية ) ، ويقول بعضهم إن إنتاج الحليب تخطّى الحد المطلوب ؛ مشيراً إلى " جبل الزبدة " المصنوع من الحليب الفائض الذي يخزَّن في مستودعات مجمدة .
ويشير كثير من مزارعي الأبقار بأن " الفريزيان " التي تتميز بالبياض والسواد ؛ هي الأكثر إنتاجاً و الأفضل تكيّفاً ، وهي التي ستحتل مستقبلاً المرتبة الأولى في أي اختبار اقتصادي ، و لا شك أنها هي صفوة الأبقار .


مع أجمل تحية صباحية .
المواصل