موضوع وجدته للدكتور علي بن احمد السبتي في احد المنتديات وانا اتصفح الانترنت...واحببت مشاركتكم معي الموضوع عسى فيه الفائده...

أسباب الفشل الإداري!...هل هناك من المدراء من يخطط للفشل؟! سؤال فيه شيء من الغرابة كون النجاح هدفا ساميا يسعي إليه الجميع ويبذلون من أجله الغالي والرخيص وينفقون من أجله الجهد والوقت الثمين لكي يتحقق، وهذه سنة الحياة. إن تخطيط الأهداف وصياغتها بدقة ووضوح وتحديد الإجراءات المناسبة لتنفيذها ومتابعتها من خلال المناقشات واللقاءات المتنوعة والمشاركات المختلفة داخل المنشأة وخارجها يشجع المدير على تحقيق أهداف المنشاة التي يرأسها بل ويشجعه على تفويض جزء من صلاحيته بكل ثقة واقتدار للعاملين معه ليشاركوه المسؤولية والقيام بالعديد من المهام والأعباء والإشراف عليها حتى يكون هناك التزام بين الجميع لتحقيق الأهداف المرجوة. وضمن إطار الأدوار المتعددة، يعمل المدير جنباً إلى جنب مع بقية العاملين في المنشأة ويتحقق لهم أفضل الممارسات الإشرافية والإدارية التي تقود في النهاية إلى أفضل النتائج.
وقد وضع (سيرجيو فاني) تسع مهام للمدير هي:
1- تحقيق الأهداف: رؤية واضحة للمستقبل يشارك الجميع في تحقيقها.

2- المحافظة على الانسجام: بناء فهم مشترك ومتبادل بين المستويات الإدارية المختلفة.

3- تأصيل القيم: مجموعة من الإجراءات والأنظمة والبنى الأساسية لتحقيق رؤية المنشأة.

4- التحفيز: تشجيع جميع الموظفين والعاملين ماديا ومعنويا.

5- الإدارة: الوظائف الإدارية المختلفة: التخطيط، التنظيم، التنسيق، التدريب، التوجيه، المتابعة والتقييم.

6- الإيضاح: إيضاح الأسباب للموظفين للقيام بمهام محدودة.

7- التمكين: إزالة العوائق التي تقف في طريق الموظفين لتحقيق أهداف المنشأة وتوفير الموارد اللازمة لإنجاز تلك الأهداف.

8- النمذجة: أن يكون المسؤول نموذجاً يحتذى به فيما تهدف إليه المنشأة.

9- الإشراف: الوقوف على سير العمليات الإدارية والإشرافية والتأكد من أن المنشأة تحقق التزاماتها، فإن لم تكن قادرة على ذلك، فعليه أن يبحث في الأسباب المانعة لتحقيق النجاح والسعي لإزالتها.

هذا مايفعله المدراء الناجحون بالضبط، ولكن لماذا يفشل البعض الآخر في إدارة منشآتهم والسير بها إلى بر الأمان؟!. ان السير في اتجاه معاكس للمهام التي ذكرها (سيرجيو فاني) يحقق بكل تأكيد الفشل الذريع. ولن ينفع - والحالة هذه - الاستعانة بأعلام الإدارة وخبرائها لانتشال تلك المنشأة من الهوة السحيقة التي سقطت فيها، ولاشك أن لهذا

الفشل العديد من الأسباب،ولعلي أوجزها فيما يلي:
٭ الفشل في التخطيط: الخطة الاستراتيجية لأي منشأة بمثابة الخريطة أو الدليل الذي يقود المنشأة إلى النجاح، وكلما كانت هذه الخريطة مفصلة بدرجة كبيرة من حيث التمويل والتسويق والتدريب ومستوى جاهزية القائمين بتنفيذها كلما تأكد نجاحها. وإذا فشل مدير المنشأة في التخطيط الدقيق ووضع الميزانيات التقديرية وتوزيع المسؤوليات الإدارية اقترب كثيراً من الفشل بل يوشك أن يقع فيه.

٭ عدم التركيز في التنفيذ: بعد أن تتضح خطة المنشأة الاستراتيجية وتحدد أهدافها بوضوح يبدأ التنفيذ الفعلي، وقد يتشتت ذهن المدير المنفذ في قراءة خطوات خطته الاستراتيجية المكتوبة، ويسبب له هذا التشتت عدم القدرة على التركيز في تقسيم أهداف خطته وترتيبها من حيث الأهمية والأولوية وبالتالي يقوده التشتت الذهني وعدم التركيز إلى عدم النجاح.

٭ الفشل في المرونة: إن كافة المنظمات، الربحية منها وغير الربحية، تعيش في سوق عالمي عالي التنافس مما يدفعها إلى البحث عن الطرق والوسائل الكفيلة التي تجعل منتجاتها مختلفة عن الآخرين وتخلق لنفسها أسواقا جديدة بدلا من الأسواق الحالية. وعندما تفشل المنشأة في التجاوب مع تفوق المنافسين ومعرفة احتياجات عملائها الحاليين والمتوقعين والتطورات المحيطة بمنتجاتها فإنها ستفشل بسبب افتقادها المرونة اللازمة في التجاوب مع سرعة التغيرات في حركة المنافسين ومتطلبات السوق وعادات العملاء.

٭ عدم قبول النصيحة: رجال الأعمال والمدراء المميزون يفهمون أهمية النصيحة وقيمتها (والحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها)، لذا فهم يأخذون النصيحة بعين الاعتبار لأن ذلك يجنبهم الوقوع في الأخطاء التي قد تكلفهم الشيء الكثير فيما بعد. والبحث عن النصيحة المهنية والمتخصصة يمكن المدير المميز من تحديد الاتجاهات والقرارات الأكثر نضجاً وتبني الاستراتيجيات الأفضل للرقي والازدهار، وإهمالها يعني بداية السير في طريق الفشل.

٭ الفشل في إرضاء الموظفين: موظفو أي منشأة هم المورد الثمين لها، فإذا كان هناك صعوبة في التعامل مع مديرهم ولم تحقق سياساته الرضا التام لهم ولم تسهم في تحفيزهم ومساعدتهم على نموهم المهني والشخصي ورفع روحهم المعنوية، فإن المنشأة ستفقد الأداء الإنتاجي الفعال. ولا سبيل لخروج المدير من هذا الفشل إلا أن يستغرق وقتا طويلا مع موظفيه للوقوف على احتياجاتهم والبحث عن الطريق المؤدي إلى تقدمهم ونموهم وكسب إخلاصهم وثقتهم والتعرف على إنجازاتهم ومكافأتهم على التزامهم وتفانيهم.

٭ الفشل في التعرف على السوق المستهدف: يمكن للمنشأة أن تنجح إذا تم تحديد من هم عملاؤها؟ وإذا تم ذلك بنجاح، المنشأة ستوجه كافة مواردها وإمكاناتها إلى ذلك السوق المستهدف بعد تحديد خصائصه ومعرفة كل شيء عن العملاء المحتملين: أعمارهم وظائفهم، مايحبون وما يكرهون، عاداتهم وقيمهم وماشابه ذلك من علاقات. وتصاب المنشأة بالفشل عندما يفقد المسؤول السيطرة على سوق المنافسين ويفقد القدرة على المراقبة الدائمة لحركة السوق بدقة وتركيز ويعجز عن تحديد افتراضات العرض والطلب بوضوح وشفافية. ان إهمال دراسة استراتيجية التسويق وآليته ومعرفة العناصر المختلفة المكونة له (المنتج، السعر، الترويج، المكان) سيقود لامحالة إلى الفشل.

٭ المبالغة في تقدير الإيرادات وعدم القدرة على ضبط المصروفات: قد يرسم المدير سيناريوهات مختلفة في توقعاته لحجم مبيعات المنشأة التي يقودها ومكاسبها من تسويق منتجاتها، بل ويضمن هذه المكاسب قواعد ثابته بعيداً عن حسابات الخسائر. وبسبب المبالغة في التقديرات الربحية من جانب وعدم القدرة على ضبط المصروفات التشغيلية من جانب آخر، قد تفشل المنشأة في مواجهة ما عليها من التزامات وتكون المنشأة في وضع لاتحسد عليه عندما تتعاظم مصروفاتها دون أن يسعى المدير إلى ضبطها وترشيدها وتشح مواردها وإيراداتها.

٭ فشل الحملة التسويقية: قد لاتكفي الافتراضات لوضع خطة تسويقية مناسبة، ويتوجب على منظمي الحملة التسويقية معرفة السوق المعرفة الحقيقية كهدف أولي لنجاح حملتهم التسويقية. إن عدم معرفة السوق عن كثب وعدم الحرص على فاعلية الخطة التسويقية وعدم التأكد من أنها تعمل حسب ماخطط لها قد تعرض المنشأة نفسها للفشل وإهدار الكثير من الوقت والجهد والمال دون عائد يذكر في تحقيق الهدف المنشود من وراء الخطة التسويقية.

ولو أردنا أن نستعرض أسباب تلاشي واختفاء الكثير من المنشآت لطال بنا الشرح ولكن فيما ذكرته إشارة إلى بعض الأسباب الشائعة التي تغني عن الإطالة والتفصيل. ومن المهم أن يدرك المدير أنه في الظروف التي تعيشها المنشآت في وقتنا الحاضر تصبح المحافظة على ماتحقق للمنشأة من مكتسبات والمنافسة هما المحددان لمركز أي مشروع في السوق. والمدير الذي لايدرك تلك الحقيقة ولايدرك أهمية العمل الفريقي الجمعي المستمر الذي يركز على طبيعة العمليات والنشاطات وتحسينها وتطويرها بصفة مستمرة بدلاً من التركيز على النتائج والمخرجات الوقتية ولايدرك أيضا ضخامة الخطر المحدق بالمنشأة عندما يتخذ قرارات غير صحيحة مبنية على معلومات غير حقيقية وغير واقعية ولايمكن تحليلها أو الاستدلال منها، فإنه بلاشك يقود المنشأة إلى الهاوية والزوال.

عزيزي القارئ... لا أعلم إن كان ماذكرته يعد من القواعد الذهبية التي يمكن حملها على أرض الواقع والاستفادة منها أم أنه ضرب من ضروب الفلسفة الإدارية والكلام النظري أشبه مايكون بقصة الفيل والدودة!. حيث يقال ان الفيل قبل أن ينتفخ ذلك الانتفاخ الكبير كان حيوانا رشيقا وجميلا جدا، ثم لسعته دابة من دواب الأرض فانتفخ بهذا الشكل وسقط أرضا، فمرت به الدودة الحلقية المعروفة بأم سبعة وسبعين، فسألته: مابك إيها الفيل الجميل، وما الذي نفخك هذا الانتفاخ ؟ قال: لسعتني دابة لا أعرف صنفها، قالت: إن لك عندي دواء، اذهب إلى زاوية الغابة الفلانية وخذ من أوراق الشجر الفلاني ثم اطحنه بعصير الفاكهة التي هي في الطرف الآخر من الجزيرة، ثم اشربه مع حليب جوز الهند وأنت تشفى. قال لها الفيل: ولكني كما ترين مريض مطروح أرضا، فلماذا لاتقومين أنت بهذه المهمة؟ قالت الدودة: معذرة، إن عملي هو أن أصوغ النظريات لا أن أعرف كيف أطبقها.

والله من وراء القصد،،،


---------------------------------------------------------------------
رابط الخبر : http://www.alriyadh.com/2006/02/10/article129582.html

---------------------------------------------------------------------
هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية www.alriyadh.com
---------------------------------------------------------------------

ولكم احترامي،،،

رحــــــــــــــــال...