بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .

اما بعد :


للذين يفقهون



بعدا أن انتهى الاجتماع وخرج صديقنا الحالم من مكتب مديره وهو لا يرى أمامه سوى صورة صديقا أخر له ، كان يجالسه ويحادثه حول آماله وتطلعاته المستقبلية وكيف انه قد وضع على رأس أولوياته تحقيق متطلبات أسرته التي تعني له كل شيء بالحياة وكيف كان ملتزم بعدم التدخل في شئون الآخرين فحاز على حب وتقدير جميع الذين تعرفوا عليه حتى انه أصبح يضرب مثلا في الأخلاق العالية والحس الاجتماعي الراقي ، والبارحة فقط قابله وهو بأفضل حالاته فقد اخبره كم هو متشوق لقدوم الغد بأسرع ما يمكن لعزمه على اطلاع زوجته وأبنائه على مفاجئة طال انتظارها لهم .

وكان صديقنا الحالم هذا الذي نروي قصته يفكر بكل ما يروى وهو يتنقل بسيارته من شارع إلى شارع قاصدا منزله ، فوصل في تفكيره إلى تلك اللحظة التي كان صديقه يتكلم بها وهو لا يدري ما يخفيه له ذلك الغد المنتظر من مفاجئة غير التي كان ينوي اطلاع أسرته عليها ، لم يكن يعلم بأنه وبعد كل تلك الجهود التي بذلها والمكتسبات التي حققها في حياته سوف تختفي نتيجة تصرف خاطئ من قبل شخص أناني مغرور أنهى حياته بسبب قيادته الغير مسئولة ، وكل ذنبه انه اوجد نفسه في المكان الخاطئ .

وهذا بالضبط ما حاول صديقنا الحالم إخبارنا به عند وضعه لهذه المقارنة مع ما مر به وهو في الاجتماع الذي كان مقرر مع مديره وشرح في الاجتماع فكرة المشروع الذي سهر عليه الليالي في الدراسة والإعداد وبذل جهود مضنية في البحث عن مراجع وانفق الكثير من المال من جيبه الخاص حتى استطاع أن يحول مشروعه هذا من مجرد فكره إلى مشروع قابل للتطبيق .

وبدء يسأل نفسه ويجيب عليها: - لماذا لم يقتنع مديري بالمشروع ؟ ويجيب ، ويسأل لماذا كان قراره لحظي بعدم إمكانية تطبيق المشروع على ارض الواقع وهذا ليس ضمن دراسته أو تخصصه ؟ يجيب ، ويسأل لماذا لم يقم بتحويل المشروع للدراسة من قبل الإدارات المتخصصة لأخذ المشورة ؟ وأسئلة كثيرة لن تنتهي حتى وصل إلى منزله ، ووصل معه هذا السئوال .

وهو: - ما الفرق بين نوعية قيادة ذالك الشخص الذي أنهى حياة صديقي، وبين الأسلوب القيادي الذي يتبعه مديري.

والسئوال الأكبر الذي أتمنى حصول الإجابة عليه وهو : - هل ما حصل لي ولصديقي كان نتيجة وجودنا بالمكان الخطأ ؟ .


ولكم تحياتي .