بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لن ننفعك يا معالي الرئيس !!!

فلم يبقى بالعمر أكثر مما مضى وهذا ليس زمننا ولا مكاننا، فنحن قد أخذنا فرصتنا حتى الإشباع بل حتى التخمة ! ولا نريد أكثر من ذلك ...

من حرص بعضنا على مناصبنا ابتكرنا أسلوب (ادفن تبقى ) منذ سنين طويلة...

نعم اغلبنا مدراء غير أكفاء لا من ناحية مؤهلات تخصصية ولا قدرات إدارية أو قيادية بل نحن يشوبنا الخوف وعدم الثقة في ذاتنا لأجل ذلك تجدنا نعمد لاختيار اضعف الموظفين مساعدين لنا فالأعور في بلد العميان ملك !!!

كانت أمورنا تمشي بالبركة مثل اغلب الإدارات الحكومية لدينا وببعض العلاقات الشخصية مع نظرائنا في تلك الإدارات كان كل شي ماشي تمام ؟؟؟

كنا في السابق نعمد على القضاء على أي موظف نرى فيه المقدرة القيادية من المجتهدين الطامحين خوفا من أن يحل مكاننا سواء بالطرق المشروعة أو غير المشروعة ، فكنا نستخدم كل الوسائل الممكنة لتطفيشهم ونعمل على خلق تعليمات تعرقلهم وتجعلهم يغادرونا بدون رجعة أو على الأقل جعلهم يقبعون بالظل فلا يعرف احد عنهم شيئا ...

ولأجل ذلك تشاهد أن دوافع العمل ماتت لدى الموظف و ترى القلق وعدم الاطمئنان ظاهرا على وجوههم...

ولاكن الحال الآن أراه قد بدا يتبدل فقد عملت الحوافز الأخيرة عملتها لديهم فترى الموظف البسيط الذي كنت تراه في السابق ليس له حول ولا قوة يستطيع أن يفوقنا وعي إداري ويجادلنا بالأمور التي من شأنها رفع الإنتاجية أو ترشيد الإنفاق وأصبح لديه أهداف مستقبلية يتطلع إلى الوصول لها وأمور كثيرة يتفوق بها علينا وهو هذا الموظف البسيط فما بالك بمن لديه مؤهلات وقدرات تخصصية ...

معالي الرئيس لقد انكشفنا الآن وظهر المستور خصوصا مع توجهكم إلى الاعتماد على التقنية والنظريات الحديثة للإدارة والتسويق في شتى أمور المؤسسة فكيف بالله عليك مدير لا يعرف كيف يشغل ويطفئ الحاسب الآلي ناهيك عن العمل عليه ولديه اصغر الموظفين قد يكون لبلب في هذا المجال ويستطيع أن يسّير عشرة من أمثالنا في بحوره !!!
أما التسويق والإدارة الحديثة فما عندنا لا يسمن ولا يغني من جوع, والمشكلة إننا لا نقدر أن ننمي من قدراتنا بعد هذا العمر حتى ولو قدرنا فلن نستطيع أن نساير نشاط وقوة وحماس هؤلاء الشباب...

نريد أن ننسحب بهدوء ولاكن بريق الكرسي وطمعنا بالشيك البراق الذي أصبح همنا الوحيد لا يدعنا نترككم ولكن ما نخشاه أن يأتي غيرنا ونصبح مرؤوسين بعد أن كنا رؤساء فعندها تكون هي الطامة الكبرى ...

فيا معالي الرئيس سرحنا بإحسان فلا الزمن زماننا ولا المكان مكاننا...


بقلم أبو ريان بتصرف
من لسان مدير عتيق

.
.
.