لغة الاستكبار والاستعلاء ولت وتلاشت .. كما تلاشى فرعون وجنوده تحت أمواج البحر .. وهم يضلون عن سبيل الله .. ويحاولون صرف أمة من الأمم عن دينها وعقيدتها .. ويرسخون فيها مبدأ الذلة والخنوع .. والاستسلام للأمر الواقع ..
وكذلك تلاشت لهجتك - يا معالي الوزير - أمام صوت العقل والمنطق .. وقبل ذلك الشرع والفضيلة .. الذين طالما حذروا من صرف الأمة إلى مراتع الفتن ومهاوي الانحراف ..
اتخذت هذا القرار .. دون دراسة ولا تمحيص .. ولا سبر للمساوئ والمحاسن .. أو نظر في المصالح والمفاسد .. ودون اهتمام بالحلول والبدائل الأخرى . التي قدمها الناصحون .. وتؤدي نفس الغرض الذي تدندن حوله وزارتك الموقرة .. وهو توفير فرصة عمل للمرأة .. !!
نعم تعمل المرأة في اختصاصها .. ولكن دون أن تقحمها بين الرجال .. كما هو حاصل الآن وبكل أسف في مستشفياتنا ومراكزنا الصحية .. أوضاع يندى لها كل جبين حر .. وتتألم لها كل نفس غيورة .. من اختلاط وتكشف .. وأوضاع سيئة للأسف .. ما كان لها أن تكون لولا هذا الاختلاط .. وعمل الجنسين مع بعضهما البعض .
وبما أنك أيها الوزير المبجل .. تملك من الوقت ما يكفيك لسبر عالم الفتيات المثير .. والاطلاع على أسراره ..
ألم يؤلمك واقع انحراف فتيات مسلمات في بلد التوحيد ؟؟
ألم يؤثر في ضميرك وجود أكثر من 6419 لقيط قذفت بهم الكراتين إلى دور الإيواء .. ؟
هل تريد أن تختم حياتك وأنت في هذا السن .. بتعريض بنات المسلمين للفتن .. وإخراجهن من بيوتهن للاحتكاك بالرجال طوعا أو كرها ؟؟
ألم يكن هناك حلول أخرى .. وفرص للتوظيف إلا بهذه الطريقة .. التي تقاتل دونها أنت والقطيع الليبرالي .. وكأنها وحي أنزل من السماء .. لا تراجع فيه ولا تبديل ولا تحريف ؟؟ وعهدي بكم تحرصون على المرونة إلى حد كبير .. ؟
أن من المؤسف جدا جدا .. وفي زمن الصحافة أحادية الاتجاه .. والإعلام المتفسخ .. أن نضطر لمناقشة مثل هذه القضايا والقرارات ( التافهة ) التي تساق إليها الأمة سوقا .. بقوة النظام الذي تسنمت منصبه .. فاستغللته أسوأ استغلال .. وأعلنت قرارك التاريخي بإهانة المرأة السعودية .. أمام الملأ وعلى رؤوس الأشهاد .. وكان بإمكانك أن تتخذ القرار الصحيح دون بهرجة إعلامية .. وتصريحات نارية .. وجدالات ساخنة .. ( المرأة تعمل فيما يختص بها بعيدا عن الرجال .. والرجل يعمل فيما يختص به بعيدا عن النساء ) .. وأعتقد أن هذا ليس أمرا صعبا .. بل هو مقتضى الفطرة والشريعة .. (( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن )) .
لماذا لم يتفتق ذهنك الوزاري الستيني عن أسواق نسائية مغلقة في كل محافظة ومدينة يسن لها ما يكفل انضباطها من الأنظمة والقوانين ؟؟؟
ولماذا لم تجد حلولا لمشاكل الاختلاط ( المخالفة لشرع الله ) في المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية ؟؟؟؟ لماذا لا يكون لوزارتك الموقرة دور في إيجاد مستشفيات نسائية متخصصة ؟؟
ووظف حينئذ عشرة آلاف .. بل عشرين ألفا .. بل أكثر ... ما دام الأمر محاطا بسياج الشريعة الإسلامية .. محروسا بتعاليم الدين الحنيف ..
معالي الوزير ...
إن من يتأمل خلفيتك الفكرية .. وردود العلماء الراسخين عليك .. ويبصر رواياتك وأفكارك الممنوعة من الدخول إلى البلد .. ثم ينظر إلى تصرفاتك وقراراتك الوزارية ... وخاصة قرارك الأخير ... بل ويتأمل مشابهتك لأعداء الله حتى في مظهرك .. لا يملك إلا أن يردد قول الله تعالى (( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون )) !!
معالي الوزير .. أدرك بقية عمرك .. فلم يبق منه أكثر من ما مضى ...
والسلام ...