عندما يكون اليوم الوطني خارج الأوطان..
الطلاب السعوديون في الخارج يقدمون العرضة .. ويستقبلون ضيوفهم بفنجان من القهوة..

بلومنجتون (ولاية إنديانا الأمريكية) - أنس الأحمد:

لم تستغرب الطالبة هيرلي جونسون الأمريكية عندما رأت طالباً سعودياً يلبس شماغاً باللون الأحمر وعقالاً باللون الأسود وثوباً أبيض يمشي بين ممرات الجامعة، إذ أوضحت أن اللباس السعودي أصبح مألوفاً ومعروفاً لدينا هنا في أمريكا.. فالطلاب السعوديون قدموا صورة مشرفة لتاريخهم وثقافتهم وحضارتهم أيضاً، فالبعض من الطلبة السعوديين يحرص أحياناً عندما تكون هناك رحلة أو مناسبة معينة أن يأتي بزيه الرسمي .. تقول: (في البداية ضحكنا عليهم واستغربنا منهم هذا اللبس، ولكن بعد أن عرفنا أنه لباس السعوديين فهمنا أنه تقليد لزي رسمي يلبسه الناس هناك). ولم تكن هيرلي وحدها التي استوعبت الثوب والشماغ إذ أن النادي السعودي بولاية إنديانا يقيم دورياً بين فترة وأخرى معرضاً عن اليوم السعودي يقدم فيه صورة تاريخية للمملكة العربية السعودية.
ولليوم الوطني خارج الوطن ذكرى ذات نكهة خاصة يصفها الطالب المبتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدر أبوحيمد بأنها "مزيج مختلط بين ذكريات وحضارة وثقافة مختلفة تقدم إلى الآخر الأمريكي أو الأوروبي أو الآسيوي أو أياً كان من العالم.. إنها مهمة ليست بالسهلة" وأوضح أن العديد من الطلبة السعوديين حريصون على تقديم صورة واقعية من خلال سلوكهم الاجتماعي الحسن واختلاطهم وحوارهم الدائم مع الشعب الأمريكي، وأن اليوم الوطني سيكون "فرصة مهمة لتعريف السعودية إلى الآخرين، سواء كانوا طلاباً أو معلمين. خصوصاً وأن البعض يحرص على حضور الفعاليات السعودية ليستمتع بالتراث العجيب الذي يثير الاحترام".

وتحرص الأندية السعودية المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية على إقامة معارض وحفل خطابي بمناسبة اليوم الوطني تخليداً لذكرى المؤسس الملك عبدالعزيز إلا أنها على حد تعبير المشرف العام على المعرض السعودي لليوم الوطني طالب الدكتوراه مجدي بامخرمة أن الأندية السعودية "وبرغم المساعدات المقدمة من الملحقية الثقافية لا تزال في حاجة ماسة للدعم المادي والإمكانيات المتنوعة لتحقق أهدافها لتقوم بدورها على أكمل وجه".

مضيفاً أن النادي يقيم المعارض والمهرجانات بناءً على "اجتهادات وامكانيات الطلاب الذي حرص بعضهم على إحضار مواد تراثية من السعودية استعداداً لأي مناسبة تقام على هذا الخصوص وأن الطلاب يحاولون إظهار الصورة التي يحتاجها الغرب من التقدم والتطور في المجال التعليمي والتقني والصناعي وأن مناسبة اليوم ستكون فرصة كبيرة لتعريف الآخر بحضارتنا وثقافتنا وقيمنا".

وأوضح بامخرمة أن فعاليات وأنشطة الأيام السعودية توثق لمسيرة تاريخية مهمة من عمر المملكة وأن هناك توفيراً لأهم الكتابات الغربية التي تناولت المملكة من مستشرقين ورحالة لتكون أكثر مصداقية وموضوعية ليعرف الغربي من نحن؟ مشيراً إلى أن مشاركة الطلاب السعوديين في الخارج باليوم الوطني دليل مهم على وطنيتهم وأصالتهم وحبهم لأرض وتراب مملكتهم.