لحظات من الانكسار

مهلاً أنا لم أقع بعد .. فما زلت متأرجحا .. لا تستعجلي ضرباتك ، لا تستعجلي صرخاتك .. لا تلقي غضبك واستيائك .. لا تلبسي الثوب الأسود لتخدعي به الآخرين وداخلك يتراقص .. إني ما زلت عائشا .. ولا تزال أرجوحتي تلعب بي .. تذكرين قبل كل عاصفة هدوء ، وتعلمين أن بعد العاصفة هدوء ورؤية واضحة صادقة واستقرار واطمئنان .. تلك العاصفة تمر بي وهدئت أجزائها ولم يبق منها إلا الزوبعة في المحيط .

لا تستعجلي سمومك فمصيرك نافذ وقد عملتي ، أبني لنفسك جسر العودة فكل جواد كبوة وليست الكبوات بيت الجحيم .. إنني لم أقع أرضا بعد . فما زلت أتأرجح وما يدريك أن أرجوحتي لن تفلت بي .. تمهلي لعلي أنهض بقوة تزيد عن القوة التي عشت بعزها وعرشها ومكانتها ، اهكذا علمتك الحياة ، أم أنك أخذت عهداً ألا تتأرجحي معي ودورك يتحدد في أنك تتفرجين , تعلمي عمق التفكير فأرجوحتي وضعت لها المتانة بإذن الله وحتى بعد وقوعها فقد جهزت لها الفراش الوثير على أسس قوية من التقوى والبناء ، إنها تقوى النفس التي بدأت منذ سنين . إنها أسس وقواعد البناء الشامخ الذي من أجله أنت الآن تصرخين ، وتتفاعلين ، تمهلي لحظات في عمر الزمن وتستري على نفسك فماذا أبقيت للغد .. أم أنك اشتريت حكم الأقدار وعرفت نهاية المصير لتلك الأرجوحة الطائرة والتي لا زالت عالقة ولم تستكين ... إنها تضحياتي الكبيرة من أجل الاستقرار ، إني أرى نفسي أتحرك بخطوات القوة للاستقرار قبل النهاية ، وسمعت صوتك صارخاً منفعلاً لاعنا .. سمعت الألفاظ يسبقها التعبير عن اللعنة لحياتك الماضية والحاضرة وما بقي من أجزاء المستقبل .. سمعت الكثير في لحظات أرجوحتي التي طالت لديك وما حسبتها إلا لحظات ، وكنت مستعداً لها .. أتظنين أنك اشتريت مستقبلك بحاضرك الدفين ، وماضيك بذكراه تتراقصين .. تمهلي فما سمعتيه هي خدعة الأيام رأيتها في الابتسامة عندما كنت تتعطرين .. وللسهرات تخرجين ..ولصديقاتك تستقبلين .. وفي البيت الكبير تنعمين .

وعلى كذب الأوهام تتفاخرين ، لم تضعي حسابا للزمن وعندما وضع الزمن حسابه معنا كنت له مستعدا وأن طال الزمن في لحظات عمرنا فهو قصير إلى عمره المديد .. وجاء يقينك أنك فقدت كل شيء كنت به تنعمين , أو أن صبرك قد طال ويطول بعدما شاهدت أن أرجوحتي تعلقت في حبال الزمن .. إني أراك تستعجلين وتلعني الأيام وتصرخين . هل تبحثين عن عزك الذي مضى ولم يبق إلا الحنين , أم أن الأيام أهدت لك العلم لتكشفي يوم غد وإنك تستعجلين ، وما عرفت بعد سقوطي من فوق سحاب أين الجديد ، ماذا تركت لعودتك عندما تعلمين أنها لحظات في عمر الزمن وتعود أيامي مشرقة مضيئة بعشق البيت الكبير والناس الكثير ، فأرجوحتي ما زالت صامتة ولكن أرجوحتك في الحياة قد ضاعت داخل عمرك الحزين .

تحيـاتـي