بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد : فإن الله سبحانه وتعالى قد وفقنا في بلاد الحرمين الشريفين بحكامٍ حكموا قلوبنا بحبهم قبل أن يحكموا هذه البلاد وذلك لسبب أنهم حكموا بشرع الله سبحانه وتعالى , والله قد خلق البشر لعبادته يقول سبحانه وتعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والإنس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) سورة الذاريات آية 56 , فيجب على المسلم أن يسير في هذه الحياة على ما أمر الله به , ثم أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إنقطع الوحي ولكن لم ينقطع العلم وهذا العلم مع ورثة الأنبياء وهم العلماء كما قال صلى الله عليه وسلم ((وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء ، لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر )) صحيح الجامع رقم 6297 , ثم أن هذه البلاد قد قامت على عهدٍ حدث بين الإمامين المحمدين ابن عبدالوهاب وابن سعود , فتقوم هذه الدولة بنصرة العلم ويقوم العلماء بنصرة الدولة في طاعة الله سبحانه وتعالى .
فهؤلاء العلماء هم الأصحاب والشركاء مع الحكام في الأمر , فلماذا يا ولاة أمرنا تباعدون بينكم وبين الأصحاب الذين هم عونكم في الأزمات وساعدكم الأيمن وقت الخطر وحدوث النكبات , ومع ذلك فإن العلماء لم يتخلوا عنكم ولم يهجروكم بل زادوا إستمساكاً بكم ونصحاً لكم لإنكم لولا الله سبحانه ثم هؤلاء الأصحاب لم يستمر أمركم ولم تقم لكم قائمة .
ومع ذلك حدث كثير من الأزمات من حادثة جهيمان وأزمة الخليج والإرهابين والحوثيين وثورة حنين وخروج الرافضة في القطيف وغيرها الكثير , والعلماء هم المدافعون عن البلاد وحكامها في كل هذه الأزمات .
وأما الذين تقربونهم منكم من العلمانيين والليبراليين والشيعة كخالد التويجري الذي مثاله الأعلى يحيى البرمكي الذي أصبح نفوذه في الدولة أقوى من نفوذ الملك ومع أن التويجري له أعمال تخالف توجه الدولة والنظام والشرع منها تأيده للإختلاط ولقيادة المرأة للسيارة و دعم الذين يريدون تغريب هذه البلاد , وحسن الصفار الذي خدم المخربين من الرافضة التابعين لإيران وأزعجنا بالوطنية ولم يفعل شيئاً من الوطنية على أرض الواقع , وعادل فقيه الذي دمر جدة عندما كان أميناً عليها ثم تم مكافأته بأن أصبح وزيراً , ثم أن هؤلاء الليبراليون لايرديون دولة تحكم بالدين بل يريدون حريةً مطلقة لفجورهم وإنحرافهم وإلحادهم وهذا يخالف قيم هذا البلد فهم يريدون دولة تابعه للغرب ليس دولة ذات سيادة وهذا هو فسادهم الذي جعلوه هو الإصلاح والتنوير وغير هذا يعتبر تخلف ورجعية , و يوجد من هؤلاء الكثير في الإعلام من كُتاباً و وزيراً , ومحررين صحف وغيرهم الذين يحاربون السبب الوحيد لكم بعد الله في الوصول لسدة الحكم , وهو الدين .
انتبهوا يا أحبانا الذين تحكمون بلادنا , فإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذ بحقها , وقد قيل في ما مضى السعيد من اتعظ بغيره وليكن لكم عظة من إنتهاء الدولة العباسية التي كان من أسباب القضاء عليها هو إبعاد الأصحاب فأصبحوا أعداء , وتقريب الأعداء الذين استمروا على عداءهم , فكثر أعدائهم في الخارج وفي الداخل وقل أصحابهم ومناصريهم ومحبيهم , فأحذروا أن تكونوا نسخة مكررة لهم , وليكن أصحابكم الذين هم العلماء الذين بدأوا المشوار معكم في بداية الطريق من أول خطوة حتى الآن هم أقرب الناس إليكم , فإن بالعلماء تستمر الدول أما إذا حدث خلافاً بين الحكام والعلماء فإنه سيبقى العلم وأما الحكام فإنهم يتغيرون , وهكذا أخبرنا التاريخ فلا تكونوا هكذا وتعلموا ممن مضى , ولاضير في تقريب الأعداء ولكن تقريبهم إلى الطريق المستقيم , لا يكون أنتم الذين تتقربون لهم في طريقهم المنحرف , فتكونوا مرة رافضة ومرة ليبراليون فيصيبكم التيه و تعمهون حتى يصيبكم ما كنتم عنه غافلون وهو إنتهاء ما كان في بداية أمره مستقيم فدخله الإنحراف فكانت النهاية بأن أتى أمر الله (إِنَّ هَذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ) سورة الدخان آية50 , وتمترون أي تشكون والذي تشكون فيه هو زوال دولتكم والله سبحانه وتعالى يقول (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة آل عمران آية 26 .
فلا يغركم طول الأمل بل السعيد من أحسن العمل يقول سبحانه وتعالى ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) سورة الحج آية 40 .
هذا ما يسرني الله على كتابته من خواطر وآهات أردت أن أوصلها لكم
محبُ صريح .